بأنه التزام المحكمة التي نظرت الدعوى ببيان الأسانيد الواقعية، والحجج القانونية التي بنت عليها قضاؤها. فليس للمحكمة المنوط بها الفصل في النزاع أن تقضي كيفما تشاء.
أهمية تسبيب حكم القضاء:
تبرز أهمية أسباب حكم القاضي من نواح عدة، فنجد أثرها
1. بالنسبة لمحكمة الطعن:
عبر أسباب حكم القضاء، تستطيع المحكمة الأعلى - إذا طعن أمامها على الحكم - أن تستوثق من أن القاضي فحص وقائع القضية، ونظر جميع المستندات والأوراق المقدمة فيها.
كما تعرب أسباب حكم القاضي عن استخلاصه للوقائع الصحيحة في الدعوى من واقع إثبات يجيزه القانون، وعن فهمه بما أحاط الدعوى من مسائل قانونية.
2- بالنسبة للخصوم:
لأسباب حكم القضاء أهمية كبيرة بالنسبة للخصوم، بل لا نبالغ إذا قلنا أن التزام القاضي بالتسبيب إنما شرع لمصلحة المتقاضين ولحماية حقوقهم الدفاعية في المقام الأول، وذلك على النحو
1- ضرورة حياد القاضي، يلتزم القاضي عقب فحصه للنزاع على الوجه الأكمل، بأن يصدر حكم يتفق وحياده المسلم به قانونا، فلا يحكم وفقا لميل أو هوي يفقد ثقة الأفراد في عدالة القضاء.
2 - يقع على عاتق القاضي، أثناء سير الخصومة، الالتزام باحترام مبدأ المواجهة بتفريعاته المختلفة؛ فيجب عليه منح كل طرف فرصة كاملة لعرض دعواه وحججه.
3- بالنسبة للمجتمع
فكل قاعدة قانونية في النظام القانوني تنظم مسألة ما على نحو محدد، فيجب أن تكون أحكام القضاء متفقة وهذا التنظيم الذي قصده المشرع، وهو ما ستكشف عنه أسباب حكم القاضي، والتي ستوضح مدى تلاقي أحكام القضاء مع ما أراده المشرع.
فيجب أن تتغير حينما تطرأ متغيرات علي هذه العلاقات، وهو ما قد يسمح للقضاء بأن يطوع من حكم القواعد القانونية كي تواكب المستجدات الطارئة على العلاقات الاجتماعية.