اتفاق التحكيم / التعبير عن الإرادة في اتفاق التحكيم / رسائل الدكتوراة والماجسيتير / التحكيم الالكتروني في منازعات عقود التجارة الدولية / وسائل التعبير عن الإرادة في اتفاق التحكيم الإلكتروني
وسائل التعبير عن الإرادة في اتفاق التحكيم الإلكتروني
إن اتفاق التحكيم الإلكتروني وما يقتضيه من التعبير عن الإرادة، يمكن أن يحدث بأكثر من وسيلة تقدمها شبكة الإنترنت حيث يمكن التعبير عن الإرادة عن طريق الحوار المباشر (الشات) أو بواسطة البريد الإلكتروني أو عن طريق صفحة الويب أو غيرها من الوسائل المتاحة عبر الإنترنت ومن أكثر تلك الوسائل إستعمالاً في التعبير عن الإرادة في اتفاق التحكيم الإلكتروني هي وسيلة البريد الإلكتروني وصفحات الويب.
1. التعبير عن الإرادة عبر البريد الإلكتروني:
ظهرت شبكة الإنترنت بتطبيقاتها المتعددة نتيجة للثورة التي يعيشها العالم اليوم في مجال المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات ويعد البريد الإلكتروني من أهم تطبيقات الإنترنت وأكثرها استخداماً، ويشبه صندوق البريد الإلكتروني صندوق البريد العادي مع وجود فارق جوهری وهو أنه يوجد به الرسائل المرسلة إليك وتلك التي سبق لك إرسالها والرسائل الملغاة ونماذج عامة لصيغ الرسائل بالإضافة إلى قائمة بالعناوين البريدية التي تضيفها أو تنشئها في صندوقك حتى لا تعود في كل وقت لطباعة العنوان من جديد.
وقد تعددت التعريفات الفقهية والتشريعية للبريد الإلكتروني فالبعض عرفه بأنه طريقة تسمح بتبادل الرسائل المكتوبة بين الأجهزة المتصلة بشبكة المعلومات. بينما عرفه البعض بأنه "مكنة التبادل الإلكتروني غير المتزامن للرسائل بين أجهزة الحاسب الآلي ، كما عرفه القانون الأمريكي بشأن خصوصية الاتصالات الإلكترونية الصادر في 1986 والمقنن في موسوعة القوانين الفيدرالية الأمريكية (-2711-2510.UScode,Sec U.S.C.C.A.N18) البريد الإلكتروني بأنه "وسيلة اتصال يتم بواسطتها نقل المراسلات الخاصة عبر شبكة خطوط تليفونية عامة أو خاصة، وغالبا يتم كتابة الرسالة علي جهاز الكمبيوتر ثم يتم إرسالها إلكترونية إلى كمبيوتر مورد الخدمة الذي يتولى تخزينها لديه حيث يتم إرسالها عبر نظام خطوط التليفون إلي كمبيوتر المرسل إليه .
ونرى أن التعبير عن الإرادة عبر البريد الإلكتروني هو اتصال بين طرفين للاتفاق على التحكيم الإلكتروني ويترتب عليه النتائج التي تترتب على اللفظ أو الكتابة، وأن الضغط على زر الموافقة هو تعبير عن قبول الإيجاب، وأن إرسال رسالة إلى صندوق البريد الإلكتروني وتلقى الجواب عنها بنفس الطريقة يحقق التوافق بين الإرادتين، ويتم عليه الاتفاق بين الطرفين الذي تترتب عليه الآثار والحقوق والالتزامات.
ومن خلال ذلك يتضح لنا صحة إبرام اتفاق التحكيم الإلكتروني عن طريق البريد الإلكتروني لأنه يتم عبر وسيلة معترف بها من التشريعات المختلفة لذلك يعد البريد الإلكتروني من الوسائل التي يمكن من خلالها التعبير عن الإرادة.
2. التعبير عن الإرادة من خلال المواقع الإلكترونية:
تعتبر مواقع شبكة الإنترنت هي أكثر أدوات الإنترنت استخداماً في سوق التجارة الإلكترونية ، ويمكن من خلال تلك المواقع التعبير عن الإيجاب والقبول بالكتابة أو ببعض الإشارات أو الرموز التي أصبحت متعارف عليها عبر الإنترنت، وهذه الإشارات لا تخرج عن معناها التقليدي سوى أن الاشارة الجديدة هي إشارة صادرة عن جهاز كمبيوتر، ولكنها تعبر عن إرادة الموجب أو القابل وليس عن إرادة الحاسب الآلي لأنه أداة صماء .
ومما سبق يتبين لنا أن التعبير عبر تلك المواقع يمكن أن يمتد ليشمل الفاعلية الدالة على التراضي بأن يعرض الموجب على متصفح الموقع الإلكتروني عقدة إلكترونية يتضمن بيع سلعة على أن يتضمن هذا العقد شرطة على تسوية الخلافات التي تتم بينهم بواسطة هيئة تحكيم إلكتروني فيعتبر رضاءه عن شراء السلعة قبولاً للشرط الذي ينص على تسوية أي منازعة تتم بينهم من خلال هيئة تحكيمية عبر الإنترنت.
3. التعبير عن الإرادة عبر غرف المحادثة ( Chat ):
غرف المحادثة أو الشات هي إحدى طرق التعبير عن الإرادة عبر شبكة الإنترنت ، حيث يستطيع مستخدم الإنترنت من خلال المحادثة مع شخص آخر في وقت واحد، عن طريق الكتابة أو المحادثة الكلامية، أن يعبر عن إرادته في اللجوء إلى التحكيم الإلكتروني لتسوية المنازعات التي قد تنشأ بينهم في المستقبل أو التي نشبت بالفعل عن طريق تحديد الهيئة التحكيمية التي تقوم على تسوية المنازعات التي تنشأ بينهم.
وتوفر هذه الوسيلة التعاصر الزمني لتبادل الأفكار بين الطرفين كما تعتبر وسيلة فعالة لعقد جلسات التحكيم الإلكتروني عن طريق الفيديو بين عدة أشخاص من خلال كاميرا رقمية تسمح لكل طرف مشاهدة الطرف الآخر فيصبح التعبير عن الإرادة من خلال المحادثة والمشاهدة في ذات الوقت مما يؤدي إلى التقارب والتفاعل المعتد به قانونا بين الطرفين وأيضاً مطابقة الإيجاب والقبول لإرادتي المتعاقدين مما يحقق السهولة في انتشار وسائل تسوية المنازعات إلكترونية. "
فقرة الثانية: صور التعبير عن الإرادة في العقود التي تبرم بالوسائل الإلكترونية الأخرى:
نقتصر في هذه الدراسة على وسيلتين من الوسائل التعاقد الإلكتروني وهما التلكس والفاكس.
1. التعبير عن الإرادة من خلال التلكس:
يعتبر التلكس جهاز لإرسال المعلومات بطريقة طباعتها وإرسالها مباشرة ويتميز بعدم وجود فارق زمني بين المرسل والمستقبل إلا إذا تم الإرسال ولم يكن هناك من يرد في نفس الوقت، وبذلك يقترب الاتفاق على التحكيم الإلكتروني عن طريق الإنترنت في أنه يمكن أن يكون فورياً دون حاجة لمرور فاصل زمني بين الإيجاب والقبول، ويكون التعبير عن الإرادة عبر التلكس بالكتابة، دون غيرها من وسائل الاتصال الفوری. .
2. التعبير عن الإرادة بواسطة الفاكس:
هو عبارة عن جهاز إستنساخ للهاتف يمكن به نقل الرسائل والمستندات المخطوطة باليد والمطبوعة بكامل محتوياتها نقلا مطابقة لأصلها، فتظهر المستندات والرسائل على جهاز فاکس آخر لدى المستقبل، ويلاحظ هنا الفارق الزمني للرد على المرسل.
ويتميز هذا الجهاز بالسرعة وضمان وصول الرسائل والمستندات وسهولة الإستعمال.