قال الله تعالى: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا ﴾ سورة النساء الآية (35).
قال الفقهاء : إذا وقع الشقاق بين الزوجين، أسكنهما الحاكم إلى جنب ثقة، ينظر في أمرهما، ويمنع الظالم منهما من الظلم، فإن تفاقم أمرهما وطالت خصومتهما، بعث الحاكم ثقة من أهل المرأة، وثقة من قوم الرجل ليجتمعا وينظرا في أمرهما، ويفعلا ما فيه المصلحة مما يريانه من التفريق، أو التوفيق .
﴿ فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا ﴾ أي: رجلين مكلفين مسلمين عدلين عاقلين يعرفان ما بين الزوجين ويعرفان الجمع والتفريق .وهذا مستفاد من لفظ (الحكم) لأنه لا يصلح حكمًا إلا من اتصف بتلك الصفات . قال سبحانه وتعالى : ﴿ أفغير الله أبتغي حكما وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُم الْكِتَابَ مَفَصَلا﴾ سورة الإنعام الآية (113)
قال القرطبي : (والمعنى: أفغير الله أطلب لكم حاكمًا وهو كفاكم مئونة المسألة في الآيات بما أنزله إليكم من الكتاب المفصل، أي المبين والمعنى: قل لهم يا محمد كيـف أضل وأبتغي غير الله حكما، أن يقول للمشركين أأميل إلى باطلكم وأقتنع به، وقيل: ﴿ وهو مَن يَتَحَاكَمُ النَّاسُ إِليه بِاخْتِيَارِهِمْ وَيَرْضَوْنَ بِحُكْمِهِ وَيُنَفِّذُونَهُ﴾ .
قال الله: ﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴾ سورة يوسف الآية (22). أي : استكمل عقله وتم خلقه. آتيناه حكمًا وعلما (يعني : النبوة، إنه حباه بها بين أولئك الأقوام وكذلك نجزي المحسنين) أي : إنه كان محسنا في عمله، عاملا بطاعة ربه تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبيّاً وَلَئِنْ اتَّبعت أهواءهم بعدما جاءك من العلم ما لَكَ مِنْ اللَّهِ مِنْ ولي ولا واق ﴾
قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيَّا﴾ أي : ولقد أنزلنا هذا القرآن والكتاب حكماً عربياً أي محكمًا: متقنا بأوضح الألسنة، وأفصح اللغات، لئلا يقع فيه شك واشتباه، وليوجب أن يتبع وحده ولا يداهن فيه، ولا يتبع ما يضاده ويناقضه من أهواء الذين لا يعلمون.
قال الله تعالى: ﴿وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذ يَحْكُمَانِ فِي الحرث إذ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ القوم ﴾ سورة الأنبياء الآية (78).
قال تعالى: ﴿رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا﴾ سورة الشعراء الآية (83).
قال ابن عباس: (هو العلم. وقال عكرمة هو اللب. وقال مجاهد: هو القرآن. وقال السدي: هو النبوة).
قال تعالى: ﴿ ولما بَلَغَ أشده وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حَكَمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴾ سورة القصص الآية (14).
قال ابن جرير : يقول تعالى في ذكره: ((ولما بلغ موسى أشده) يعني حان شدة بدنه وقواه، وانتهى ذلك منه، وقوله: واستوى يقول: تناهي شبابه، وتم خلقه واستحكم ) .
قال عز وجل : ﴿ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ سورة المائدة، الآية (50). قال الشوكاني والمعنى: أيعرضون عن حكمك بما أنزل الله عليــك ويتولون عنه ويبتغون حكم الجاهلية، ومن أحسن من الله حكمًا لقوم يوقنون). للإنكـــار أيضًا: أي لا أحسن من حكم الله عند أهل اليقين لا عند أهل الجهل والأهواء).