يعد نظام التحكيم من الوسائل الهامة في حل المنازعات في ظل التشريع الإسلامي، فبعد أن من الله عز وجل على البشرية بالإسلام، وبعث لها رسولا من عنده مخرجها من الظلمات إلى النور محمد بن عبد الله المبعوث رحمة للعالمين (ﷺ)، فقد ظل التعامل بنظام التحكيم واللجوء إليه كوسيلة لفض النزاعات، ولكن بصورة غير تلك الصورة التي كان عليها التحكيم قبل الإسلام، فكان التحكيم يقوم على فض النزاعات المسلحة والحروب القائمة بين القبائل أو بين الأفراد، أما التحكيم في ظل الشريعة الإسلامية فقد أخذ شكلاً آخر يتناسب مع المبادئ والأسس الشرعية للإسلام، لذلك فإن مفهوم التحكيم ونطاقه وشروطه وتعيين المحكمين والإجراءات التي يجب اتخاذها والقرارات والأحكام التي يتم إصدارها في القضايا أو النزاعات الواقعة يجب أن تكون موافقة مع تلك المبادئ والأسس الشرعية للإسلام، حيث أن من مميزات الشريعة الإسلامية أنها صالحه لكل زمان ومكان وتمتاز بالمرونة، وقواعدها الفقهية عامة لجميع البشر. قال تعالى: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً).
