عرف الإغريق اليونان التحكيم على نطاق واسع في العلاقات الداخلية والخارجية على السواء ، ففي مجال العلاقات الداخلية ، المدنية منها والتجارية ، كان يلزم كل مواطن من مواطني أثينا تسجيل اسمه في قوائم المحكمين للقيام بهذه المهمة ، نظراً لازدياد العبء على المحاكم الشعبية.
وفي مجال العلاقات الخارجية ، فقد كان هناك مجلس دائم التحكيم يتولى الفصل في المنازعات التي تقوم بين المدن اليونانية ، سواء فيما يتعلق بالمسائل المدنية والتجارية ، أو تلك المتعلقة بالحدود ، وعرفوا معاهدات التحكيم الدائمة بالاضافة الى حالات التحكيم المنفردة.
التحكيم عند الرومان
ثم انشی بریتور الأجانب بعد أن اعترف لهم ببعض الحقوق ، إذ أن الأجنبي قبل الاعتراف له ببعض الحقوق يعتبر عدوة يباح قتله وسلبه واسترقاقه ، ولا يملك التقاضي ولا المخاصمة ، اذ أن ذلك كان حقا مقصوراً على الوطنيين دون الأجانب .
ويتولى بریتور الأجانب سماع ادعاءات الخصوم ثم يرفع النزاع إلى هيئة التحكيم ، ولم يكن لقرارات التحكيم أية سلطة أو قوة تنفيذية م ولم يعدو قرار الحكم عن كونه فكرة أو اقتراح ، وليس له صفة الحكم .