التحكيم / نشأة التحكيم في عصر الإغريق والرومان / رسائل الدكتوراة والماجسيتير / المركز القانوني للمحكم في التحكيم التجاري الدولي / التحكيم في العصور القديمة
لقد عرف التحكيم في المراحل الأولى لتكوين الفكر القانوني عند الإنسان ثم تطور مع النمو الحضاري للبشرية حتى بلغ المرحلة التي نراها اليوم.
ويعد أول تحكيم على وجه هذه الأرض عرفته البشرية أحتكام قابيل وهابيل أولاد أبي البشرية أبينا آدم عليه السلام، وذلك كان في الخصومة التي حدثت بين هابيل وقابيل بسبب أخت لهما، ومن المعروف في كتب التاريخ التي تروي لنا بأن أمنا حواء عليها السلام كانت تلد في كل بطن ذكر وأنثى، وكان أبونا آدم عليه السلام يزوج كل ذكر من بطن بالأنثى من البطن الأخرى، فالأنثى من البطن الواحدة لا تحل للذكر من نفس البطن ولكن تحل للذكر من البطن الأخرى، فولدت أمنا حواء مع قابيل أنثى جميلة اسمها إقليميا وولدت مع هابیل أنثى ليست جميلة اسمها ليوذا، فأراد أبونا آدم عليه السلام أن يزوج قابيل من اليوذا المولودة مع هابيل وأن يزوج هابيل بإقليميا المولودة مع قابيل، ولكن قابيل رفض الزواج من ليوذا وقال بأنه أحق بأخته من أخيه هابيل، فأمره والده ونهاه وزجره ولكنه لم ينته ولم يزدجر فاهتدى أبونا آدم عليه السلام إلى فكرة التحكيم، حيث تم الاتفاق بينهم على تقديم قربان الله ومن يتقبل منه ذلك القربان تكون إقليميا من نصيبه ويتزوجها، فقدم هابيل قربانا لله كيشا وقدم قابيل قربانا لله زرعا، فتقبل الله قربان هابيل بأن أرسل من السماء نارا فأكلت قربانه ولم يقبل قربان قابيل، ولم يرض قابيل بهذا الحكم ورفضه وعمد إلى قتل أخيه هابيل، حيث وسوست له نفسه الأمارة بالسوء وإبليس عليه اللعنة قتل أخيه)، فهذه هي أول حادثة تحاكم عرفتها البشرية على الإطلاق وقد ذكرت تلك الحادثة وعرفنا تفاصيلها مما جاء في كتاب الله عز وجل في قوله تعالي واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الأخر قال لأقتلنك قال إنما تقبل الله من المتقين} صدق الله العظيم . ولقد تتابع الأخذ بالتحكيم فيما بين بني البشر في كافة العصور القديمة متمثلة في صور التحكيمات التي حدثت بين المجتمعات في العصور القديمة.