التحكيم / نشأة التحكيم وتطوره / رسائل الدكتوراة والماجسيتير / التحكيم في منازعات التجارة الدولية لدول الخليج العربي / التطور التاريخي للتحكيم وملامحه في الفقة الاسلامي
وجد التحكيم منذ العصور القديمة، بل إنه قد وجد مع وجود الإنسان ، وفرضته عليه القوانين الطبيعية قبل ظهور الدولة والقانون ، وذلك أن نظـ التحكيم قد شكل الطريق الأول لتحقيق العدالة والأمن والسلام بين أفراد المجتمعات القديمة . وليس بغريب أن تتبناه الدول بعد أن ظهر القانون والقضاء المفروض على رعاياها ؛ لأنه من غير العقل والمنطق أن تحرم الدولة رعاياها من نظام التحكيم وما به من مزايا هي أقرب إلى فكرة العدل منها إلى فكرة القانون.
وقد عرفت المجتمعات الإنسانية عبر تاريخها أساليب مختلفة للتحكيم ، حيث نجد مـــن الصعب تتبع أساليب التحكيم ، وحصرها، غير أنه من المتفق عليه أن الفكر البشري قــد توصل إلى هذا الأسلوب أي( التحكيم ) في حل الكثير من خلافاته وفي مراحل مبكرة جدا من تاريخ تطوره .
وقد ذكر بعض علماء الإنثروبولوجيا ( أي علم الأجناس) كثيرًا من عادات بعض الشعوب البدائية في حل بعض نزاعاتها عن طريق التحكيم البدائي، كما ورد في كتــاب أنجلس عن "أصل الأسرة والملكية الخاصة والدولة " أن بعض قبائل الهنود الحمر البدائية كانت تسمح بحل الزواج إذا رغب أحد الزوجين، إلا أن بعض قبائل الأوروكوين مثلاً تقف ضد هذه الانفصالات. فعندما ينشأ الخلاف يتدخل أقرباء الطرفين من العشيرتين ويحاولوا التوفيق بينهما ولا يتم الانفصال إلا عندما تفشل جهود التوفيق.
وتذكر المراجع التاريخية أن الحضارة اليونانية القديمة، عرفت التحكيم فتشريعات (سولون) 640-558 قبل الميلاد قد اعتمدت القرعة في تعيين المحكمين للقضايا العامة ، وأعطت الخيار للمتخاصمين في القضايا الخاصة .