التفاصيل طباعة نسخ

 مراحل التطور التاريخي للتحكيم في العصور القديمة

   وفي العصور القديمة قادت الطبيعة البديهية للإنسان إلى التفكير في البحث عن وسيلة لحل للخصومات التي تقع بين الأفراد فهداه تفكيره إلى فكرة التحكيم، وذلك بتحكيم الكاهن الذي كان ينطق في حكمه باسم الآلهة، والتحاكم إلي شيخ القبيلة أو زعيم العشيرة واللذين كانا يستندان في حكمهما إلي قيم وعادات وأعراف القبيلة أو العشيرة، وتعتبر الأحكام الصادرة من هؤلاء أحكاماً واجبة النفاذ لا يجوز للخصوم مخالفتها، وكان يتم تنفيذها في بعض الحالات جبراً على الخصوم، وكان ذلك إما خوفاً من لعنة الكاهن والآلهة أو من سطوة شيخ القبيلة أو زعيم العشيرة، كما أن التحكيم عرف عند العرب في الجاهلية قبل ظهور الإسلام حيث كان النظام القبلي سائداً بعاداته وتقاليده، فلم يكن للعرب في الجاهلية حكومة منظمة ولا زعماء لهم سلطة الفصل في الخصومات التي قد تثور بين أفراد القبيلة أو العشيرة أو القبائل أو العشائر فيما بينهم .